تعد القوانين الدولية هي المنحى والاتجاه العالمي الذي يتخذه كافة الأطراف في المشكلات التجارية الدولية والنزاعات المحلية في فض النزاعات التي قد تنشب فيما بينهم، وفي هذا المقال سوف نستعرض سوياً أهمية التحكيم عن غيره من أساليب فض المنازعات وكيفية القيام بها مع عرض أنواع النزاعات التي يقوم التحكيم في الفصل فيها والتعريف الشامل للتحكيم وتاريخه مع عرض مفصل لكل المميزات والفوائد التي جعلت من هذه الطريقة هي الأفضل لفض النزاعات فتابعونا.
تاريخ التحكيم الدولي:
إن التحكيم أصبح له أهمية كبيرة في الفترة السابقة التي تشمل اخر خمسين عام على تاريخ النزاعات الدولية بين أطراف التعاقد والتجارة التي تشمل كل الامور التي يتم الاتفاق عليها في التعاقدات ما بين الطرفين أو الأطراف المختلفة، وهذه القوانين أو القواعد العامة التي يتم الاتفاق عليها تساعد في تسهيل الكثير من المعاملات بين الشركات والمؤسسات سواء كانت محلية أو دولية.
كانت الاتفاقية الأولى التي أقرت بأهمية التحكيم كانت في عام 1958 والتي تمت في نيويورك حيث شملت تلك الاتفاقات عدد 11 دولة عربية والكثير من الدول التي توجد في الاتحاد الأوروبي بعض دول العالم، حيث اعترفت تلك الدول العربية بكافة البنود التنفيذية التي تم الحكم عليها فيها والاعتراف بتلك الأحكام الدولية والتي تم الحكم فيها في عام 1961 في جنيف ومن ثم الاعتراف بالترتيبات التي تلت تلك الاتفاقية، والإقرار بها في عام 1962 تحديداً في شهر ديسمبر حيث تم تجديد تلك البنود الموجودة في فض النزاعات التي تنشب بين المستثمرين في الدولة المستضيفة للاستثمارات وبين الرعايا الأجانب ولقد تم توقيعها في تاريخ 1965.
وتوالت تلك القوانين والاتفاقيات على مر السنين وتطوير المواثيق الدولية التي تربط بين كل دول العالم الحديث.
أهمية التحكيم كأفضل أساليب فض المنازعات:
هناك العديد من المميزات التي يتم اختيارها لكي يتم الفصل بين بها في المنازعات والتي جعلتها هي الطريقة الأهم من بين مختلف طرق فض النزاعات:
- السرعة: إن المدة التي تستغرقها اللجان التحكيمية في فض المنازعات لا تتعدى الستة اشهر فإن المحكمين عادة ما يكونوا متفرغين بشكل دائم للفصل في خصومة واحدة.
- السرية التامة: حيث يكون الملف الخاص بالخصومة الناشئة بين الطرفين تحت يد المحكمين بشكل حصري وسري للغاية، حيث أنه بالمقارنة بين المحاكمة العلنية والتقاضي فإنها لا تكون سرية حيث أن المحكمين يقومون في كل قضية يتم تفويضهم فيها بحلف يمين القسم بأن كافة تفاصيل القضية تكون سرية.
- التوفير في النفقات: حيث أن تلك الأنواع من التحكيم تكون نفقاتها اقل بشكل كبير من النفقات التي يتم صرفها على المحاكم.
- سهولة الإجراءات: وهي من أهم المميزات التي يتسم بها التحكيم حيث أن الإجراءات المتبعة فيه بسيطة للغاية وغير معقدة.
- الحيادية: حيث يطمئن كل أطراف النزاع بالكامل حيث يمكنهم اختيار المحكمين بكل حرية مما يجعلهم يشعرون بالأمان للحكم النهائي لهم.
- تلافي الأحقاد: يهدف التحكيم إلى فض النزاع وازالة أي خلاف أو مشاحنة بين اطراف النزاع مع الحفاظ على العلاقات المالية والتجارية فيما بينهم.
انواع النزاعات التي يمكن حلها بالتحكيم:
هناك الكثير من انواع النزاع التي يمكن أن تخضع للحل والفض بطرق التحكيم المختلفة وتخضع تلك النزاعات إلى التحكيم الدولي ومن أهم تلك النزاعات:
- النزاعات العقارية.
- النزاعات التجارية.
- نزاعات عقود التشغيل.
- نزاعات التعاملات الالكترونية والمالية.
- نزاعات عقود الانشاءات الدولية وعقود الفيديك.
- نزاعات الاعمال التي تتم عبر البحار.